تدين كلّنا ارادة بأشدّ العبارات جريمة اغتيال باسكال سليمان وتتقدّم بأحرّ التعازي إلى عائلته ورفاقه وحزبه، كما تؤكّد على تضامنها معهم.
باسكال سليمان ضحيّة الممارسات التي فكّكت الدولة وأرست ثقافة الإفلات من العقاب، وفي هذا السياق تعيدنا هذه الحادثة الأليمة بالذاكرة إلى سلسلة من اغتيالات وجرائم لم يراعَ بصدَدِها أي حق وعدالة.
لقد نُفّذت هذه الجريمة في لحظة بالغة الخطورة داخليّاً وإقليميّاً، في بلد يعاني أصلاً وبشكل مزمن من مشكلة السلاح خارج سلطة الدولة والحدود المشرّعة والتهميش المتعمّد للمؤسسات كافّة.
في ظلّ هذه الظروف، ان الأجهزة الأمنية مطالبة بكشف الحقيقة الكاملة حول هذه الجريمة والأسباب وراء ارتكابها والشكل الذي جرت فيه، خاصّة أنّ الرواية الرسمية حتى الآن ليست مقنعة، الأمر الذي يطرح أسئلة جدّيّة ومشروعة حول طابعها.
ولا بدّ من التأكيد ان التصدّي لخطر الانزلاق إلى العنف لا يكون بفرض معادلة السكوت خوفاً من الفتنة، بل بتحمّل الدولة لمسؤوليّاتها أي كشف الحقيقة وتحقيق العدالة بصفتها الضمانة الحقيقية للسلم الأهلي.
ختاماً، وعلى الرغم من الحزن والغضب العارمين، من الضروري عدم الانجرار إلى منطق الاعتداءات العشوائيّة على السوريين، فذلك سيؤدّي إلى تضييع البوصلة السياسيّة وخلق حالة من العقاب الجماعي الذي من شأنه جرّ البلاد الى مزيد من العنف.