سنكون سندًا للنوّاب التغييريّين والمعارضين

بيروت، تتقدّم «كلّنا إرادة» بالتهنئة من النوّاب التغييريّين الـ 13 الذين خرقوا لوائح السلطة، والنوّاب المعارضين المنتشرين على الأراضي اللبنانيّة كافّة، والذين جرى انتخابهم بعد مخاضٍ طويلٍ وبناءً على وعودٍ بالتغيير، فكان أن أعادوا الأمل لكلّ من يؤمن بإمكانيّة بناء الدولة.

وإذ تؤكّد أنّ المسؤوليّة المترتّبة على النوّاب التغييريّين والمعارضين داهمة والمعارك المقبلة كثيرة، تجدّد  "كلّنا إرادة" التذكير بأولويّاتٍ عديدة ملحّة، بينها إعادة بناء الدولة، إرساء السيادة الكاملة، تعزيز الطابع المدني للدولة عبر تطبيق الدستور، بعيدًا عن المزايدات الطائفية وإقرار قانون مدني للأحوال الشخصية، تعزيز استقلاليّة القضاء، وضع حدّ لتحميل الفئات الاجتماعية الأضعف الخسائر المالية، وذلك من خلال إعادة هيكلة المصارف والمصرف المركزي، فضلًا عن إلغاء السريّة المصرفيّة، واعتماد موازنة تُرسي أسس سياسةٍ ماليّةٍ جديدةٍ، من شأنها تحفيز الاقتصاد المنتج وتوفير حماية اجتماعية للبنانيّين.

هذا، وتتعهّد" كلّنا إرادة" بأن تكون سندًا للنوّاب التغييريّين والمعارضين الذين يعملون داخل البرلمان لتحقيق السيادة وتعزيز الدولة المدنيّة وإرساء نموذجٍ اقتصاديّ جديدٍ، حرّ، منتجٍ وعادلٍ، من أجل المساهمة في إحياء النظام البرلماني في دوره التشريعي والرقابي على السلطة التنفيذيّة. أولويّاتنا تكمن بمحاسبة السلطة التي استخدمت كلّ الوسائل الممكنة للبقاء، ومارست كلّ الأدوات المتاحة للإفلات التامّ من العقاب، في حين أنّها مسؤولة عن الانهيار التاريخي غير المسبوق لمجتمعٍ بأكمله، وعن جريمة مرفأ بيروت التي لم يُعاقَب عليها أحد لغاية تاريخه.

لا شكّ أنّ هذه الانتخابات التي نُظّمت وفق قواعد تهدف إلى تجديد شرعيّة السلطة، شكّلت خرقًا كبيرًا. ويبقى السعي وراء الحقيقة والمحاسبة وتضافر الجهود من أساسيّات تحقيق رؤيةٍ واضحةٍ للبنانٍ عصريّ وبرنامجٍ جدّي لتطوير مؤسّساته وبُنيته الاجتماعيّة، ما يسمح بالتالي بإرساء نهجٍ جديدٍ وإعادة تأهيل العمل السياسي. 

ختامًا، نعيد ونؤكّد في "كلّنا إرادة" أنّ المواجهة مستمرّة، وبزخمٍ كبيرٍ بعد هذا الانتصار الاستثنائيّ.